الجزء السابع: نذير الظلام
كان إسماعيل يتصبب عرقًا، قلبه يدق كطبول الحرب، أما يوسف فقد كان لا يزال ملقى على الأرض، أنفاسه متقطعة، وعيناه تحملان أثر الصدمة. الجو أصبح ثقيلاً، والجدران تكاد تنطق بالرعب الذي تسلل إلى المكان.
وقف الكيان الأسود، لكنه لم يعد كما كان قبل لحظات، الآن، صار جسده أشد ظلمة، كأنه قطعة من العدم، وعيناه كجمرتين تتقدان في الفراغ. ابتسم بسخرية، ثم قال بصوت كالرعد:
“الطفل المغرور أراد أن يلعب بالنار.. لكنه لم يدرك أن النار لا تلعب.. بل تحرق!”
حاول إسماعيل أن يرفع يده ليقرأ بعض الآيات، لكن الهواء من حوله أصبح كالسكاكين، يضغط على رئتيه، ويمنعه حتى من النطق.
أما يوسف، فقد شعر أن رأسه سينفجر، وكأن شيئًا يحاول اقتحام عقله. لم يكن قادراً على الصراخ، كان فقط يتلوى على الأرض، وعيناه تجحظان.
ثم سُمع صوت آخر، صوت لم يكن له مصدر واضح، لكنه كان يملأ الغرفة كلها:
“إن لم تغادر الآن.. سأمزق وجودك بين العوالم السبعة!”
ضحك الكيان الأسود، ثم قال بصوت متداخل، كأنه عشرات الأصوات تتكلم في وقت واحد:
“أنا لا أُهدَّد.. والأرواح الضعيفة لا تخيفني..”
لكن فجأة، بدأت طلاسم يوسف تحترق وحدها، والدائرة التي رسمها على الأرض تشتعل بلون أزرق مخيف! الكيان الأسود انتفض، وعيناه اتسعتا.. هناك شيء أقوى يتدخل!
ارتفع صوته غاضبًا:
“من أنت؟! أظهر نفسك!”
لكن لم يكن هناك رد، بل ازداد الضغط من حوله، وبدأ جسده يتلاشى ببطء، وكأنه يُسحب إلى مكان آخر. قبل أن يختفي تمامًا، نظر إلى يوسف وإسماعيل وقال بصوت أشبه بالريح العاصفة:
“لن تفرحوا طويلًا.. هناك من يراقبكم.. وهناك من ينتظر لحظة ضعفكم.. الحرب بدأت، ولن يكون لكم مفر!”
ثم اختفى!
عاد الجو إلى طبيعته، لكن المكان كان يحمل أثر الرعب الذي حلّ عليهم. جلس يوسف يلهث، بينما إسماعيل كان لا يزال يحاول استيعاب ما حدث.
قال يوسف بصوت مرتجف:
“ما.. ما هذا؟! من الذي تدخل؟!”
لكن لم يكن هناك إجابة.. فقط الصمت.. وصوت الريح في الخارج، وكأن الظلام نفسه يبتسم انتظارًا لما سيأتي.
🔥🔥🔥 نهاية الجزء السابع.. يتبع 🔥🔥🔥