الجزء الخامس: المواجهة الأولى
كان إسماعيل قد عاد إلى منزله متحمسًا، فقد جاءت إليه أول حالة لعلاج المسّ الشيطاني. كانت امرأة شابة، جاحظة العينين، شاحبة الوجه، لا تكاد تقوى على الوقوف. وقف أمامها بثقة، تلا آيات التحصين، لكنه سرعان ما أدرك أن الأمور ليست بهذه البساطة.
ما إن بدأ بالرقية حتى أطلقت المرأة صرخة مخيفة، اهتزت لها الجدران، ثم قفزت نحوه بسرعة غير طبيعية، وأمسكت بعنقه بيدين باردتين كالجليد. حاول أن يتلو المزيد من الآيات، لكن صوته انحبس. كان جسده يرتجف، وكان يرى في عينيها سوادًا مخيفًا، كأنه بوابة إلى عالم آخر.
سقط على الأرض وهو يلهث، بينما المرأة تضحك بصوت شيطاني مجلجل. لم يكن يعلم ماذا يفعل. لم يكن الشيخ مجاهد هنا ليساعده، وهو لم يواجه شيئًا بهذا الرعب من قبل. شعر بالعجز والندم على غروره في امتلاك هذه القوة.
لم يكن أمامه خيار، أخرج تعويذة قديمة من الصندوق الذي أعطاه له الشيخ مجاهد، ورسم بيد مرتعشة دائرة على الأرض، وردد كلمات لم يكن يفهم معناها جيدًا، لكنه كان قد حفظها عن ظهر قلب. ارتجف جسد المرأة فجأة، وعادت إلى الوراء، لكن الكيان المتلبس بها لم يخرج.
جلس في زاوية الغرفة، يفكر في حل، ولم يجد أمامه سوى اللجوء إلى يوسف، صاحب القدرة على استحضار الجن، لعله يتمكن من كشف هوية هذا الكيان الرهيب.
ولكن.. هل كان ذلك القرار الصائب؟
نهاية الجزء الخامس.. يتبع