الجزء الثالث: اختبار القوى
بدأ كل واحد منهم بتجربة قوته، يختبرون حدودها، يتفاخرون بها، لكن آدم ظل صامتًا، يحمل ورقته كأنها عبء ثقيل.
كان الشيخ مجاهد يراقبهم جميعًا من غرفته، ببصيرته الروحانية. كان يرى قلوبهم، ويرى ظلال الغرور تتسلل إليها. لكنه لم يتدخل، بل تركهم ليكتشفوا بأنفسهم، وترك آدم ليجد طريقه وحده.
لكنهم لم يتركوا آدم وشأنه، بل استخدموا قواهم لاختباره، للسخرية منه، لإثبات أنه مجرد لا شيء بينهم.
وفي ليلة هادئة، استدعاهم الشيخ مجاهد جميعًا.
“اقترب أجلي..” (قال بصوت داخلي في سره ) وهو هادئ لكنه مليء بالحزن.
وبدأ يخطب لهم خطبة الوداع وان القوة هي تكمن في مساعدة المحتاجين وليست للتفاخر وحكي لهم قصة عن حالهم ولكن تلميحا لكي يتعظو وان يعودو لرشدهم قبل فوات الاوان وان الفرق بين الخير والشر خطوة واحدة ولكن
تذمر بعضهم، ولم يعيروا كلامه اهتمامًا، ظنوا أنها مجرد كلمات شيخ عجوز، لكن آدم شعر بشيء مختلف.. بشيء يشبه الحزن العميق.