قصة عهد الشيخ مجاهد – الصناديق الملعونة الجزء الثاني

الجزء الثاني: الصناديق الملعونة

اجتمع الطلاب في غرفة صغيرة بعد خروجهم من الكُتَّاب، وعيونهم تلمع بالحماس والفضول. كل واحد منهم يحمل صندوقه، وقلبه يشتعل بتوقعات القوة التي سيحصل عليها.

قال سليم وهو يضحك: “هيا نفتحها! لا أطيق الانتظار لأرى ماذا أعطانا الشيخ.”

فتح منصور صندوقه أولًا، ليجد داخله عينًا حجرية سوداء، كأنها منحوتة من العدم نفسه.

قال الشيخ مجاهد بصوته العميق: “هذه العين ستمكنك من رؤية الأمور قبل حدوثها، لكن تذكر، ليس كل ما يُرى يُغيّر.”

فتح يوسف صندوقه بحذر، ليجد داخله خيطًا فضيًا ملفوفًا بعناية.

“بهذا الخيط، يمكنك استدعاء كائنات من عوالم أخرى، لكن حذارِ، فليس كل من يُستدعى يُطيع.” قال الشيخ بصوت تحذيري.

أما إسماعيل، فقد وجد بين يديه سبحة قديمة، كل حبَّة منها منقوشة بأسماء وأسرار.

“هذه السبحة تُبطل تأثير السحر والمس، لكن إن لم يكن قلبك نقيًا، فلن تستجيب لك.” قال الشيخ وهو ينظر إليه نظرة ذات مغزى.

وأخيرًا، فتح آدم صندوقه ليجد ورقة صغيرة فقط، مكتوب عليها: “ابحث في داخلك عن سرك”.

انفجر الجميع ضاحكين.

قال سليم بسخرية: “هل أعطاك الشيخ ورقة؟! يا لك من محظوظ! ربما السر مكتوب على ظهرها!”

لم يضحك آدم، بل شعر بالارتباك والحيرة. هل سخر منه الشيخ مجاهد؟ أم أن هناك شيئًا لم يفهمه بعد؟


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *