قصة عهد الشيخ مجاهد – الاستدعاء المحرم الجزء السادس

الجزء السادس: الاستدعاء المحرم

عاد إسماعيل إلى يوسف متعبًا، يلهث، وعيناه تحملان هلعًا لم يشعر به من قبل. جلس أمام صديقه الذي كان يرسم طلاسم غريبة على الأرض، استعدادًا لاستحضار أحد الجن الذين يعملون تحت أمره.

قال له بصوت متقطع:
“يوسف.. أنا.. أنا لا أستطيع إخراجه.. هذا الكيان ليس عاديًا! كلماته كانت مليئة بالكراهية، وقوته.. شعرت أنه أقوى مني بمراحل!”

ابتسم يوسف بثقة مفرطة وهو يشبك أصابعه:
“ألم أقل لك يا إسماعيل؟ هذه الأمور تحتاج إلى قوة حقيقية، وليس مجرد تلاوة آيات! الجن يُحارب بالجن!”

نظر إليه إسماعيل مترددًا، لكنه كان بحاجة إلى أي مساعدة. جلس يوسف داخل الدائرة التي رسمها، وأشعل البخور الأسود الذي كان يخفيه عن الشيخ مجاهد طوال الوقت.

بدأ يتمتم بكلمات غامضة، شعر إسماعيل بقشعريرة تسري في جسده، والجو من حولهما صار ثقيلًا، وكأن الغرفة قد تحولت إلى مكان آخر. ثم فجأة.. انطفأت الشموع، وساد الظلام.

ظهر كيان أسود، عيناه مشتعلة بلون الدم، وابتسامته تكشف عن أنياب حادة. لم يكن كيانًا عاديًا، بل كان واحدًا من كبار الشياطين.

“مَن الذي أيقظني؟” قال بصوت جعل الجدران ترتجف.

ابتلع يوسف ريقه بصعوبة، لكنه حاول أن يحافظ على هدوئه، وقال:
“أنا من استدعيتك، أريد معرفة هوية الكيان المتلبس بتلك المرأة!”

ضحك الشيطان بصوت كالرعد، ثم قال:
“أنتم تلعبون بالنار.. الكيان الذي تبحثون عنه ليس من هذا العالم، بل هو من نسل قديم.. شيء لم يتعامل معه شيخكم مجاهد حتى في أحلك أيامه.”

نظر إسماعيل إلى يوسف بخوف:
“ماذا يعني ذلك؟”

لكن يوسف تجاهل صديقه وسأل الشيطان:
“هل يمكنني التواصل معه؟”

“هاهاها! التواصل معه؟! أنت طفل صغير يا يوسف، وهذا الكيان لا يتحدث مع البشر.. بل يأكل أرواحهم!”

قبل أن يكمل الشيطان حديثه، بدأت الغرفة تهتز، وكأن هناك قوة أخرى تحاول التدخل. شعر إسماعيل بألم حارق في صدره، بينما سقط يوسف على الأرض وهو يصرخ!

بدأ الكيان الأسود ينسحب فجأة، وكأنه خائف من شيء ما.. أو من أحد ما.

كان هناك صوت آخر في الغرفة، صوت لم يكن لأي منهما..

“هذه اللعبة أكبر منكما..”


نهاية الجزء السادس.. يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *